أكدت دراسة أعدها معهد الطب والصحة العامة في ولاية واشنطن أن قضاء الإنسان 56 ساعة كل أسبوع و8 ساعات يومياً وهو جالس أمام الكمبيوتر أو متسمر أمام التلفزيون،م ما قد يؤثر على صحته.
وأشار الطبيب جيمس ليفين من مستشفى مايو كلينيك بولاية مينيسوتا الأمريكية إلى أن جسم الإنسان تعود على مدى ملايين السنين ليؤدي عملاً محدداً هو الحركة والوقوف منتصباً، لكنه الآن يقضي أغلب وقته وهو جالس، وهذا مما يتسبب في إعاقة الجسم وتعطيله وتجميده عن بذل أي نشاط حيوي لعملية الأيض، وهو ما يؤدي بالتالي إلى بطء الدورة الدموية وانخفاض عملية حرق الدهون والسعرات الحرارية وكل ذلك يفضي تدريجياً إلى تدمير العمود الفقري.
ومنذ عام 2006 وحتى عام 2009 ونتيجة تجربة شملت آلاف الأشخاص تبين للعلماء الاختصاصيين أن التعرض أو الجلوس أمام الأجهزة الكهربائية مثل الكمبيوتر والتلفزيون والفيديو سي دي، يؤدي إلى موت ملايين من الخلايا الدماغية، وكلما كانت الفترة التي يجلسها الإنسان أطول كانت الخسائر أكبر بكثير.
ويقول الطبيب Abe C. Diesey وهو متخصص في المجال نفسه إننا لم نكن نتوقع أي ضرر من الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة، ولكن نتائج التجارب بينت أن جلوس الإنسان لمدة 17 ساعة متواصلة أمام شاشة الكمبيوتر يؤدي إلى موت 420 مليون خلية دماغية.
ولذلك ينصح العلماء اليوم باتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية أبداننا من الآثار المدمرة للكهرباء، عبر الابتعاد قدر المستطاع عن الأجهزة الكهربائية. فبدلاً من أن يجلس أحدنا مثلاً أمام الكمبيوتر ساعات طويلة، يمكنه أن يجلس على فترات متقطعة. ذلك أن الدماغ يتأثر كثيراً بالذبذبات الكهربائية والمغناطيسية التي تصدرها الأجهزة الكهربائية، ومن هنا ينصح الأطباء بعدم الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة.
وأثبتت الدراسات مؤخراً أن كثيراً من الأشخاص الذين يمكثون طويلاً أمام الكمبيوتر وبشكل غير صحي كثيراً ما يراجعون عيادات العظام، وبناء على ذلك لابد أن نحذر أطفالنا من هذه السلبيات التي قد تؤثر عليهم، ومن هذه السلبيات:
- آثار بدنية ونفسية قصيرة المدى منها إجهاد عضلات العين، وتبدأ بآلام في العين، مصحوب ذلك بقلقلنفسي وضعف في التركيز.
- آثار بدنية ونفسية بعيدة المدى تستغرق فترة أطول للظهور ومنها آلام العضلات والمفاصل والعمود الفقري، ومثال ذلك آلام الرقبة وأسفل الظهر والأرق، والعيش وسط الأوهام، وزيادة الوزن نتيجة لعدم الحركة والمخاطر الإشعاعية الصادرة عن الشاشات، وكذلك تأثير المجالات المغناطيسية الناتجة عن الدوائر الكهربائية والإلكترونية.
ولكي نتجنب هذه المخاطر لابد من اتباع الآتي:
- أن يكون ارتفاع الشاشة مناسباً والارتفاع المثالي هو أن يقع نظرك على الشاشة مباشرة (كخط مستقيم) على نقطة تقع على بعد 5 إلى 7 سنتمترات، ويُنصح بوضع الشاشة في مكان مناسب داخل المكتب أو الغرفة بحيث تقل الانعكاسات من الإضاءة الخلفية أو النوافذ.
- عدم التحديق بالشاشة وأخذ راحة كل 15 دقيقة لمدة نصف دقيقة، والنظر بعيداً عن الشاشة أو غمض العينين ولابد من الرمش باستمرار.
- لتجنب ألم الرقبة وأسفل الظهر لابد من الجلوس على كرسي مناسب للطول، ويحبَّذ أن يكون ذا مسندة للرأس وأن يكون الجسم والرأس والعمود الفقري في شكل مستقيم.
- لتجنب ألم المفاصل وبالأخص الركبة والورك يتوجب الجلوس بطريق سليمة، بحيث تكون المفاصل على هيئة 90 درجة وكذلك مفاصل الرسغ أثناء استخدام الفأرة ولوحة الفاتيح، بحيث تكون اليد على شكل مستقيم وأن يكون المرفق بالقرب من الجسم وأن يشكل العضد 90 درجة مع الساعد.
- لتجنب إشعاعات الشاشة ومنها الأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية يحسن استخدام شاشة ذات مواصفات جيدة ،بحيث تكون الإشعاعات الصادرة عنها أقل، ويفضل استخدام شاشات السائل البلوري بدلاً من الشاشات التي تعمل على تقنية أنبوب المهبط، وهو ما يُعرَف بأنبوبة الكاثود.
- لتجنب تأثير المجالات الكهرومغناطيسية، وذلك بوضع الجزء الذي يحتوي على مكونات جهاز الكمبيوتر والأسلاك والكيبلات بعيدا عن الجسم بمسافة نصف متر على الأقل.
- لتجنب زيادة الوزن، وذلك بعدم تناول المشروبات الغازية والمأكولات الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية، ويُنصح بتناول بديل ذات سعرات حرارية أقل بدلاً منها، ومثال ذلك شرب الماء وعصائر الخضراوات والفاكهة.
والأهم من كل ذلك الاهتمام بالحركة وذلك بالحرص على عدم الجلوس والتسمر أمام الجهاز الكهربائي لفترات طويلة .