:«حصان طروادة»، «love»، «ميليسا»، «مايكل أنجلو».. أسماء مصطلحات يسرح سامعها وقارئها بعيداً، فتارة تأخذه نحو حروب طروادة في رائعة الإلياذة، وأخرى نحو الحب ومعانيه السامية، مروراً بجمال الفتاة ميليسا، وإنجازات أعظم النحاتين. هذا السرحان الذي يشعر به الفرد العادي، يقابله ضيق شديد من آخرين، وخاصة العالمين بخبايا التكنولوجيا.
فهي أسماء مرت عليهم مراراً وتكراراً ومعروفة لديهم. لم لا، وهي أشهر الفيروسات التي أصابت أجهزة الحاسب الآلي، وكبدت الشركات والأفراد المليارات من الدولارات، ومازالت تقف عاجزة عن التصدي لها، بفضل انتشارها الواسع والمتجدد. فما هي الفيروسات وكيف تعمل؟ ولماذا ينشرها المتسللون إلى أجهزة الحاسوب؟
الفيروسات هي برامج صنعت عمداً بغرض تغيير خصائص الملفات التي تصيبها، لتقوم بتنفيذ بعض الأوامر، إما بالإزالة أو التعديل أو التخريب وما شابهها من عمليات. أي أن فيروسات الكمبيوتر هي برامج تكتب بواسطة مبرمجين محترفين بغرض إلحاق الضرر بكمبيوتر آخر، أو السيطرة عليه أو سرقة بيانات مهمة، وتتم كتابتها بطريقة معينة.
خرافة أم حقيقة
عندما تحدثت التقارير في العام 1989 عن أول فيروسات الكمبيوتر، خيل للكثيرين (ومن بينهم خبراء في هذا المجال) أن ذلك مجرد خرافة ابتدعها أحد كتاب قصص الخيال العلمي، وأن وسائل الإعلام تحاول أن ترسخها في أذهان الناس كحقيقة، رغم أنها لا تمت إلى الواقع بصلة. وقد امتدت تلك الظاهرة واتسعت حتى باتت تشكل خطراً حقيقياً يهدد الثورة المعلوماتية التي فجرتها التقنيات المتطورة والمتسارعة في علوم الكمبيوتر. فمن بضعة فيروسات لا تزيد عن عدد أصابع اليد في السنة الأولى، إلى عشرات الآلاف في يومنا هذا.
وفي كل يوم تُكتشف أنواع جديدة من الفيروسات مختلفة التأثير، مما يقلق مستخدمي الكمبيوتر ويسلبهم راحة البال. من فيروسات بسيطة الضرر والتأثير يسهل اكتشافها والتخلص منها، مروراً بفيروسات خبيثة بالغة الأذى تجيد التخفي ويطول زمن اكتشافها، إلى فيروسات ماكرة ذكية تبرع في التغير والتحول من شكل إلى آخر، مما يجعل تقفي أثرها وإلغاء ضررها أمراً صعباً.
وتعد شبكة الإنترنت من أسهل وأهم الطرق التي ينتقل من خلالها الفيروس من جهاز إلى آخر، ما لم تستخدم أنظمة الحماية مثل الجدران النارية وبرامج الحماية من الفيروسات. ومن الطرق الأخرى للانتقال، وسائط التخزين كذاكرة الفلاش، والأقراص الضوئية والمرنة. ويأتي أيضاً ضمن رسائل البريد الإلكتروني، وأيضاً تنتقل الفيروسات إلى نظامك عند استلامه ملفات، أياً كانت الملفات مخزنة على أقراص مرنة أو أقراص مضغوطة أو غيرها.
تعطيل وتدمير
وتعمل الفيروسات بطبيعتها على تعطيل عمل الحاسوب أو تدمير ملفاته وبرامجه، وهناك فيروسات تعمل على خلق رسائل مزعجة، وأنواع تعمل على تشغيل برامج غير مطلوبة، وأنواع تعمل على إشغال المعالج، بحيث تبطئ سرعة الحاسوب أو تسرق بيانات من حاسوب المستخدم كأرقام حسابات أو كلمات السر أو أرقام بطاقات الائتمان وبيانات مهمة أخرى وهذه أهم أهداف الفيروسات الحديثة وبرامج التجسس التي يتم تطويرها يوماً بعد يوم.
ويتصف فيروس الحاسب بأنه برنامج قادر على التناسخ والانتشار، وقدرته على ربط نفسه ببرنامج آخر يسمى الحاضن، وإمكانية انتقاله من حاسوب مصاب إلى آخر سليم.
يتكون برنامج الفيروس بشكل عام من أربعة أجزاء رئيسة، هي:
1. آلية التناسخ The Replication Mechanism وهو الجزء الذي يسمح للفيروس أن ينسخ نفسه.
2. آلية التخفي The Protection Mechanism وهو الجزء الذي يخفي الفيروس عن الاكتشاف.
3. آلية التنشيط The trigger Mechanism وهو الجزء الذي يسمح للفيروس بالانتشار قبل أن يعرف وجوده، كاستخدام توقيت الساعة في الحاسوب كما في فيروس (Michelangelo) الذي ينشط في السادس من مارس من كل عام.
4. آلية التنفيذ The Payload Mechanism وهو الجزء الذي ينفذ الفيروس عندما يتم تنشيطه.