الحاسوب قد يكون سلاحا قاتلا اذا اسيء استخدامه
يسود الاعتقاد بان ادخال وسائل التعليم الحديثة مثل الكمبيوتر الى المناهج المدرسية يساعد على رفع مستوى التحصيل لدى التلاميذ ويساعدهم على اكتساب مهارات علمية وتدريبية متنوعة. لذلك تحرص إدارات المدارس والجهات لتربوية/التعليمية وكذلك الأسر على الاستفادة من هذا الجهاز السحري وجعله في متناول الأبناء. غير ان بعض الدراسات تشير الى عدم وجود علاقة مباشرة بين هاتين الظاهرتين: حيازة واستخدام الكمبيوتر من قبل التلاميذ ومستوى التحصيل لديهم، بل ان الكمبيوتر قد يساهم، حسب هذه الدراسات، في تدني مستوى التلاميذ واضعاف قدرتهم العلمية إذا ما أسيء استخدامه.
الباحثان الألمانيان توماس فوكس و لودجر فوسمان قاما بدراسة تطبيقية اعتمادا على نتائج الدراسة الدولية لقياس مستوى التحصيل والمعروفة المعروفة باسم "بيزا". وتوصلا الى عدم وجود علاقة مباشرة بين مستوى التحصيل العلمي واستخدام التلاميذ للكمبيوتر والانترنت.
العلاقة بين الكمبيوتر والتحصيل
[الكبيوتر وسيلة مغرية لاضاعة الوقت]
الكبيوتر وسيلة مغرية لاضاعة الوقت
تعمل الجهات التعليمية وإدارات المدارس في ألمانيا على إدخال أجهزة الحاسوب الى المناهج المدرسية وتوفير فرصة الاتصال بالانترنت وجعلها في متناول التلاميذ. من جهة أخرى تحرص معظم الأسر على عدم حرمان أبناءها من جهاز العصر ومن فرصة الغوص في الشبكة العنكبوتية. وتشير الإحصائيات الى أن متوسط عدد أجهزة الكمبيوتر هو جهاز لكل 17 تلميذ وخط انترنت لكل 43 تلميذا. ويجب التنويه هنا الى أن 80 بالمائة من الذين شملتهم دراسة "بيزا" يتوفر في بيوت أسرهم جهاز الى جهازين كمبيوتر، لكن فقط نصف هؤلاء يستخدم هذه الأجهزة وبشكل نادر أيضا. أما وفي إطار المدرسة فيبدو الأمر مختلفا، حيث ان 12 بالمائة من التلاميذ تقريبا لا يستخدم الكمبيوتر، بينما يستخدم أقل من نصفهم تقريبا